تشير التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأتراك ومن بينهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي بعث رسالة ضمنية باحتمالية شن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا ، إلى ممارسة تركيا ضغوطًا على الولايات المتحدة لإعادة النظر في الدعم الذي تقدمه للأكراد في سوريا.
وذكر وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في تصريحات لصحيفة ملليت.
أن الجانب التركي يُذكِّر نظيره الأمريكي باستمرار بضرورة إنهاء تعاونه مع التنظيمات الإرهابية في سوريا، مشيرًا إلى تزايد الاتصالات بين الطرفين بهذا الصدد، وميول الجانب الأمريكي لعقد المزيد من اللقاءات والمشاورات فيما يخص هذا الأمر.
كثف المسؤولون الأتراك في الآونة الأخيرة دعواتهم للولايات المتحدة لإعادة النظر في دعمها للمجموعات الكردية المسلحة في سوريا، في وقت طرح فيه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إمكانية شن هجوم عسكري جديد عبر الحدود التركية إلى سوريا.
وفي تصريح نشرته صحيفة “ميليت” التركية يوم 11 نوفمبر 2024، أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن تركيا تواصل حث الولايات المتحدة على ضرورة وقف تعاونها مع “المنظمات الإرهابية” في سوريا، في إشارة إلى ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردي، التي تعد الحليف الرئيسي لواشنطن في محاربة تنظيم “داعش” في سوريا. وأضاف فيدان: “اتصالاتنا مع الجانب الأمريكي بشأن هذه القضية قد تزايدت مؤخرًا، ونحن نلاحظ أن الجانب الأمريكي مهتم بالمزيد من المحادثات والمفاوضات حول هذا الموضوع”.
وكان الرئيس أردوغان قد صرح يوم الأحد، 10 نوفمبر،
بأن تركيا قد تشن هجومًا جديدًا في شمال سوريا بهدف إنشاء مناطق آمنة جديدة على طول حدودها الجنوبية.
ولفت إلى أنه سيناقش مع الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إمكانية انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، في خطوة قد تساهم في تغيير الديناميكيات العسكرية والسياسية في المنطقة.
تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا توترًا كبيرًا بسبب الدعم الأمريكي المستمر لـ”وحدات حماية الشعب الكردي” (YPG) التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية، معتبرة إياها امتدادًا لحزب “العمال الكردستاني” المحظور (PKK)، وهو تنظيم تصنفه واشنطن أيضًا كجماعة إرهابية. ومنذ سنوات، نفذت تركيا عدة عمليات عبر الحدود ضد وحدات حماية الشعب الكردية، متهمة إياها بالتهديد لأمنها القومي، كما هددت بشن مزيد من العمليات العسكرية في حال استمر الدعم الأمريكي للمجموعة.
وفي هذا السياق، شدد أردوغان على أن العمليات العسكرية التركية الأخيرة قد أسست “مناطق آمنة” على طول الحدود السورية، التي قال إنها “أحبطت محاولات محاصرة تركيا من الجنوب”. وأكد أن بلاده عازمة على “قطع الاتصال بين المنظمات الإرهابية بشكل كامل”، مضيفًا: “سنستكمل الحلقات المفقودة في المنطقة الآمنة التي أنشأناها على طول حدودنا خلال الفترة المقبلة”.
تأتي هذه التصريحات في وقت يواصل فيه الرئيس أردوغان جهوده لإصلاح العلاقات المتوترة مع بشار الأسد بعد مايزيد عن عقد من العداء .
في الأشهر الأخيرة، قام أردوغان بعدة مبادرات لتحسين العلاقات مع دمشق، حيث أعرب عن رغبته في دعوة الأسد لإجراء محادثات مباشرة. ومع ذلك، أبدت دمشق تحفظها على هذه المحاولات، مشيرة إلى أن تركيا لم تُبدِ أي نية حقيقية للانسحاب من الأراضي السورية، وهو مطلب أساسي بالنسبة للحكومة السورية.
ورغم محاولات تركيا تحسين علاقاتها مع دمشق، أصر بشار الأسد على أن أي تطبيع مع تركيا مرهون أولاً بسحب القوات التركية من الأراضي السورية، وهو موقف لا تلتزم به أنقرة حتى الآن.
واشتكت أنقرة من أن دمشق لم ترد بالمثل على محاولات للتقارب، بعد أن قال إردوغان في يوليو (تموز)، إنه يريد دعوة الأسد لإجراء محادثات. وقال الأسد إن هذه المحاولات ليست مجدية، وإن دمشق تريد انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.
تستمر هذه القضية في إثارة الجدل على الساحة الدولية، حيث تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها دعم القوات الكردية في سوريا، بينما تواصل تركيا الضغط على واشنطن لوقف هذا الدعم وتغيير نهجها في المنطقة.”